اتصل بنا
 

الكسواني ..  عمر نقابي ناهز النشاط كله

نيسان ـ نشر في 2016-02-21 الساعة 13:04

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

(اللهم إني استودعك نفسي. وقلبي وما في كله.. واستودعتك أهلي كبيرهم وصغيرهم سبحانك ربي ما أعظم شانك .. سامحوني جمعا ودعواتكم .. اللهم إني مسامح .. وأشهدك وحدك دون سواك يا الله يا رب يا فرد يا صمد .. سأغيب عنكم واعترف بحبكم في الله .. والى لقاء قريب .. وقد يطول الغياب فالأمر بيد الواحد القهار سبحانه عما يشركون)

هذه كانت آخر كلمات الدكتور باسم الكسواني في منشور بصفحته على الفيسبوك، يوم الجمعة الماضي قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، الأحد.

لا أدري كيف يمكن أن تجري الأمور في نقابة الأطباء بعد الدكتور باسم الكسواني، لكنها لن تكون كما كانت سابقا.

ببساطة لن نرى بعد اليوم الدكتور باسم بابتسامته الساحرة يدخل غرف المجمع، وهو يريد شيئا لن يفصح عنه لمستقبليه.

في 10 أيار مايو 1955 ولد من رحل وهو على بوابة الستين من عمره بعد أن أجريت له عملية قلب مفتوح منذ نحو الأسبوع، لكن لم يكتب لها النجاح.

ابن قرية بيت إكسا، شمال غرب القدس لم يعد اليها. رحل د. باسم. وسيضطر الصحافيون اليوم الى حذف اسمه من قائمة هواتفهم بعد أن كان على مدى عقود طوال طبيب مهنتهم ينهلون منه خبرا ومعلومة ومقالة.

بعد أن انشغل عقودا في عمل نقابي اندمج فيه حتى عُرّف صاحبه بالآخر، رحل الكسواني. اليوم كأن جدران النقابات المهنية لم تعرفه يوما. لكن كيف وأحرف اسمه محفورة في كل حائط، ومتدلية علامة فارقة تحت كل سقف!.

كتب الكسواني في عيد الفلانتاين: لم أكن متزمتا يومآ ولن أكون. ......وأنا من مدرسة الخلق القويم لرسول كريم أرسله سبحانه وتعالى رحمة للعالمين. ........

يزعجني الفلانتاين ازعاجا شديداً برغم حبي للورد، خاصة الأحمر. .. ولكن ما يجري مبالغ فيه ويجب إعادة التقويم. .....بطالة فقر. ..فواتير متراكمة. ......

الشعب يعاني ........

الشعب يعاني. ...........

رحل باسم الكسواني. بعضهم سيشعرون بفوضى نفسانية، حين يدخلون ولن يجدوه حيث اعتاد على الجلوس في نقابة الأطباء. ما تفعل النقابات بعد الكسواني؟ ربما سيتبادر لبعضهم هذا السؤال، لكنه الموت ذاك الدوار بيننا.

دفن الكسواني تحت التراب ، الأحد، بعد معاناة مع مرض، وقد اجربت له عملية كبرى، يعرف خطرها عليه. ثم رحل.

نيسان ـ نشر في 2016-02-21 الساعة 13:04

الكلمات الأكثر بحثاً